لماذا تحلق الطائرات بطبقة التروبوسفير؟ حقائق لا تعرفها

عادة ما تطير الطائرات إلى ارتفاعات عالية في السماء لتصل إلى طبقة التروبوسفير؛ وهي إحدى طبقات الغلاف الجوي الأقرب من سطح الأرض، إذ يختلف وصول الطائرة إلى هذه الطبقة اعتمادًا على نوعها، حيث يمكن أن تصل بعض الطائرات إلى ارتفاعات أعلى من ذلك، لكن بصورة عامة تطير معظمها في الغالب لتصل إلى هذه الطبقة، ويعود ذلك لأسباب عملية متعددة سوف نوضحها في هذا المقال.^[١]

أسباب تحليق الطائرات في طبقة التروبوسفير

يصل ارتفاع طبقة التروبوسفير ما بين حوالي 7000- 20000 كيلومتر، وتصل معظم الطائرات إلى ارتفاع يتراوح ما بين حوالي 8500-10600 كيلومتر أي ضمن هذه الطبقة، حيث توفر طبقة التروبوسفير ظروفًا مثالية للطيران لعدة أسباب منها أنها توفر الحدّ الأدنى من المقاومة للطائرات مما يسمح لها بالطيران بكل مرونة وقطع مسافات أكبر بدون عائق مقارنة بالطيران في ارتفاع أقل، كما أنه في حال حلقت الطائرة في ارتفاع أقل من هذه الطبقة فإنها فستحرق كمية أكبر من الوقود؛ ويعود ذلك لزيادة الدفع لكون الهواء يكون أسمك في الارتفاعات الأقل من طبقة التروبوسفير التي يكون الهواء فيها أرق وظروف الطيران مثالية، مما يتطلب بذل المزيد من الطاقة لتقوم الطائرة بدفع نفسها إلى الأعلى.

بالإضافة إلى ذلك فإن التحليق في طبقة التروبوسفير ستتيح لقائد الطائرة متسعًا من الوقت ليقوم بالمناورة في الطائرة والبحث عن حلول في حال تعرض الطائرة لعطل ما، وفي حال تحليق الطائرة في مستويات أعلى من طبقة التروبوسفير فإن الهواء فيها يصبح أرق إذ سيوفر ذلك من استهلاك الوقود وسوف تتحاشى الطائرة العواصف الرعدية القريبة من الأرض وتتجنب الأحوال الجوية السيئة ولكن بسبب شدة رقة الهواء في الأعلى فإنه لا يمكن إنتاج أي قدر من الرفع للطائرة وبالتالي لن تتمكن من الحفاظ على سرعتها، وتوجد بعض الاستثناءات من ذلك مثل الطائرات العسكرية المصممة بطريقة تسمح لها بالقدرة على الرفع في الهواء الرقيق.^[٢][١]

قوانين التحليق الآمنة للطيران

توجد العديد من القوانين المنتشرة في جميع أنحاء العالم التي تتعلق بالارتفاعات المنخفضة الآمنة التي يمكن للطائرات أن تطير فيها، إذ من غير القانوني أن تطير الطائرة بمسافة تقل عن حوالي 305 أمتار في منطقة تحتوي على مباني وما يقارب 150 مترًا فوق أي شخص أو هيكل أو مركبة، وذلك لضمان سلامة الممتلكات والأشخاص المتواجدين على الأرض، بالإضافة إلى سلامة الطائرات ذاتها، حيث يتم وضع هذه القوانين نظرًا للمخاوف البيئية، كما يجب على الطيار أن يقوم بالتأكد من أن ارتفاع الطائرة عن الأرض مناسبًا بما يكفي ليسمح له بإخلاء المنطقة المزدحمة في حال تعرض الطائرة لعطل في محركها، كما يجب على الطيار أن يحذر من الطيران لارتفاعات عالية جدًا وذلك بسبب انخفاض مستويات الأكسجين التي تؤدي إلى مواجهة المحرك لبعض الصعوبات في عمله.^[٣]